mardi 24 avril 2012

تقنيات التصوير النورولوجي

بفضل التقدم العلمي الحاصل في المجال الطبي، ستتوافر للعلماء إمكانية ملاحظة الدماغ الانساني الحي. فمنذ منتصف الثمانينات من القرن العشرين ستبرز أداتان جديدتان من أنجع الأجهزة التكنولوجية التي استعملت كوسيلة تشخيصية في علم الأعصاب. لكن هذه الأدوات بوصفها تقنيات منهجية متطورة ستستقطب اهتمام الباحثين السيكولوجيين المهتمين بدراسة الإضطرابات النفسية والعقلية من حيث استخدامها لتشخيص الميكانيزمات العصبية والمناطق الدماغية المسؤولة عن مظاهر تلك الاضطرابات، مما سيكمل الفهم الناقص لطبيعة الاضطرابات، إذ لم تعد التصورات والنظريات حول بعض الاضطرابات مجرد نتائج سيكولوجية وفقط وإنما ستصبح قائمة على أساس نورولوجي عصبي في الدماغ يمكن ملاحظته بطريقة مباشرة وبموضوعية دون التدخل في عمل الدماغ البشري، وهاتان التقنيتان هما كالتالي:

•التصوري المقطعي باستخدام انبعاث البوزيترونات Positron-emission tomography-PET.
تستعمل هذه الأداة لقياس الزيادة في جريان الدم إلى المناطق الدماغية التي تتم معاينتها. وهي تستخدم نوعا خاصا من الأكسجين يتم تحضيره في وحدة نووية خاصة تسمى الأكسجين المشع-15 تكون له التفاعلات نفسها مثل كل جزيئات الأكسجين الأخرى حيث يتم دمجه في جزيئ آخر كالماء مثلا أو الكلوكوز، الذي يحقن فيما بعد في مجرى الدم ، وفي مدة لا تزيد عن 10 دقائق ستحلل نواة الأكسجين-15 باعثة مخلفات سريعة الحركة تتضمن جسيما يدعى البوزيترون، وعندما يصادف هذا الأخير إلكترونا سيخضع الإثنان لعملية تعرف بالإبادة Annihilation، فيختفي كلا منهما ليحررا طاقتهما على شكل موجتين ذات طاقة عالية جدا من الأشعة السينية، التي يمكن قياسها خارج محيط الجسم، حيث يستخدم جهاز كمبيوتر مزود ببرمجة خاصة بهذه المهمة والذي يمكن في الأخير من إنتاج صور ثلاثية الأبعاد لموقع ذرات الأكسجين-15 في الدماغ، وهذا النوع من إنتاج الصور من المعلومات بواسطة الكمبيوتر يعرف باسم التصوير المقطعي Tomography.
والنقطة المهمة بخصوص التصوير المقطعي أنه قادر على ملاحظة نشاط الدماغ أثناء حدوث النشاط. فعندما ظهرت هذه التقنية لأول مرة في القرن العشرين " بدا كأن عائقا أساسيا في فهم الدماغ قد أزيل" (جيمس تريفل، 2006)، بالإضافة إلى ذلك فهي قادرة على توليد معلومات لا تستطيع توليدها أي تقنية أخرى، تستخدم لرسم خريطة مواقع المستقبلات في الدماغ وذلك بدمج ذرات مشعة في الموصلات العصبية، كما أن هناك أيضا احتمالات أنها قد تسمح بتعقب الدوائر أو المسالك العصبية التي تسافر النبضات العصبية على طولها، لكن رغم النتائج المبهرة لهذه التقنية فهي لا تخلوا من بعض جوانب القصور فهي تتطلب القدرة على إنتاج واستخدام مواد مشعة وهي من الأمور المكلفة التي لا يمكن أن يحتويها مختبر تقليدي في علم النفس ومن جهة أخرى يتطلب الأمر بعض الوقت لإنتاج الصورة ــ قد تشارف الدقيقة من الوقت ــ وهذا يعني أنه من الصعب التقاط أحداث سريعة في الدماغ الذي يشتغل بسرعة عالية جدا.
----------------------------------------------
الشكل (1): يمثل جهاز التصوير المقطعي.

•تقنية التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي Functional magnatic resonance imaging – FMRI .
هذه التقنية أكثر فاعلية من سابقاتها، وهي تقنية تعتمد على خواص النواة للذرات خصوصا نواة ذرة الهيدروجين وجزيئ البروتون، فهذا الأخير يدور حول محور وله قطبان شمالي وجنوبي، فإذا وجد البروتون نفسه في وسط مغناطيسي، فإن محوره المغناطيسي سيبدأ في تشكيل دائرة بطيئة الحركة في الفراغ، فسرعة المبادرة للبروتون في المجال المغناطيسي تعتمد على قوة المجال، فإذا شحنت المساحة حول البروتون بترددات الموجات الصوتية فإن الموجات التي لها الترددات نفسها على الدرجة ذاتها لترددات مبادرة البروتون، سيتم امتصاصها وبتها وفق نمط يمكن التنبؤ به، ثم برصد قوة تردد الموجات الصوتية هذه، يمكننا أن نقيس بدقة متناهية مبادرة البروتون ومن ثم المجال المغناطيسي الذي يجد نفسه فيه ومن جهة أخرى يستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي مقاييس دقيقة جدا للبروتون لقياس التغيرات البسيطة في المجال المغناطيسي في موقع البروتون، فالمخ ذو مغناطيسية ضعيفة، لذا فإن تغييرا ضئيلا في جريانه ينتج تغيرات ضعيفة في مجال مغناطيسي في المنطقة المحيطة بالتغيرات الدموية، وهذه التغيرات الضعيفة هي التي تلتقطها أجهزة الرنين المغناطيسي الوظيفي حيث يرصدها الكمبيوتر وينتج صور ثلاثية الأبعاد للمناطق المسؤولة عن الأنشطة السيكوعصبية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire


جمسع الحقوق محفوضة لموقع نجوم الضحك Starfunny.com ©2010-2013 | جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لدى ناشريها ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy| اتفاقية الاستخدام|تصميم : ألوان بلوجر