mardi 24 avril 2012

تعريف وتطور علم النفس العصبي

تعريف وتطور علم النفس العصبي

علم النفس العصبي هو العلم الذي يقوم بدراسة العلاقة بين السلوك والمخ. أو العلاقة بين وظائف المخ والسلوك هذه الدراسة تستمد معلوماتها من مجموعة من التخصصات العلمية: علم التشريح علوم الحياة علم وظائف الأعظاء ...


حتى أوائل التمانينات لم يكن علم النفس العصبي أحد التخصصات الواردة لكن في حدود 1980 وضعت الجمعية الأمريكية لعلم النفس تحديدا لها قامت فيه بتحديد تعريف لعلم النفس العصبي.


ويعتبر مصطلح علم النفس العصبي مصطلحاً حديثاً نسبياً، وإن كان بروس يرى أنه ظهر لأول مرة على يد وليام أوسلر ثم استخدمه هب في كتابه "تنظيم السلوك: نظرية نيوروسيكولوجية" عام 1947. وعلى الرغم من أن هب لم يضع تعريفاً محدداً للمصطلح إلا أنه استخدمه للإشارة إلى الدراسة التي تتضمن اهتمامات كل من علماء الأعصاب وعلماء النفس الفسيولوجيين.


تطور علم النفس العصبي

يعتمد هذا العلم رغم حداثته في المجال الإكلينيكي على محورين هامين من الدراسات هما: الفرضية المخية، الفرضية العصبية


1-
الفرضية المخية

ترى هذه الفرضية أن المخ هو مصدر السلوك. بحيث كان الاعتقاد السائد مند بداية الفلسفة أن السلوك الإنساني تحكمه الأرواح، ونجد هنا ما أشار إليه أمبيدوقليس
Impedocles(495-435 ق.م) حيث أوضح أن العمليات العقلية مركزها القلب. أما أفلاطون- (427-347 ق.م) فقد أوضع الروح ثلاثية الأبعاد ووضع الجزء العقلي والمنطقي منها في المخ. أما أرسطو (384-322 ق.م) فقد كانت لديه معرفة كافية بتركيب المخ، واعتبر أن الإنسانمقارنة بالحيوان- يمتلك مخاً أكبر بالنسبة لحجم جسمه، كما أشار إلى أن القلب هو مصدر العمليات العقلية لأنه الأدفأ والأنشط. أما المخ فلأنه بارد وخامل فهو يعمل كخادم مهمته تبريد الدم.

أما هيبوقراطHippocrtes (460-370 ق.م) فقد حاول أن يربط بين ملاحظاته الإكلينيكية على السلوك من ناحية، وما كان يتوفر عليه من معلومات عن المخ من ناحية أخرى. كذلك وصف جالينGalen (130-27ب.م) بعض المظاهر التشريحية للمخ، ودرس موضع العقل في المخ، تلك المحاولة التي دعمها ديكارت فيما بعد حيث افترض وجود الروح في الجسم الصنوبري الموجود في المخ. ويعتبر هيبوقراط وجالين من أكثر من اهتم بفرضية أن المخ هو مصدر السلوك وذلك من خلال خبراتهما الإكلينيكية، وخاصة جالين الذي كان جراحاً ورأى الكثير من الأعراض السلوكية البادية على مرضاه والناتجة عن إصابات المخ.

أما رينيه ديكارتR.Descartes (1596-1650) فقد استبدل مفهوم الروح ثلاثية الأطراف بعقل واحد أسماه الروح العاقلة Rational Soul.

وترجع فكرة تحديد موضع وظائف المخ إلى علم الفراسة أو الفرينولوجيا
Phrenologyحيث أشار عالما التشريح الألمانيين فرانز جوزيف جالF.G.Gall (1758-1828) وسبورزهايمSpurzheim (1776-1832) إلى نقاط هامة في تشريح الجهاز العصبي وأوضحا أن القشرة المخية تتكون من خلايا عصبية تتصل بما تحت القشرة، ووصفا موضع التقاطع الحركي للمسارات الحركية النازلة من المخ، وأن الحبل الشوكي يتكون من مادة بيضاء ومادة رمادية، وأن هناك نصفين متماثلين للمخ على اتصال ببعضهما البعض. أما بيير فلورانز Flourens (1794-1867) فقد حاول أن يضع تحديداً للمراكز المختلفة في المخ، والمسئولة عن بعض الوظائف، وذلك من خلال دراسة كل من المخ والمخيخ والنخاع المستطيل والحبل الشوكي والأعصاب الطرفية. وقام فلورانز بعمل مجموعة من العمليات على بعض الحيوانات دمر فيها مناطق معينة في القشرة المخية وانتظر ليرى ما الذي سيحدث بعد ذلك من آثار سلوكية. وأدت النتائج التي توصل إليها إلى تصور أن القشرة المخية تتضمن مراكز عدة تعمل بوظائف معينة، ولكنها على الرغم من تعدد تلك المراكز والوظائف إلا أن هذه القشرة تعمل بشكل متكامل وليس مجرد وحدات منفصلة ومنعزلة.

أما الطبيب الفرنسي بول بروكاP.Broca (1824-1880) فقد استطاع في عام 1861أن يقوم بتحديد المنطقة المسئولة عن الكلام وذلك من خلال تشريحه لمخ مريض توفى وكان مصاباً بفقدان النطق رغم سلامة الأعضاء المتعلقة بهذه الوظيفة. ولاحظ بروكا من خلال تشريحه وجود منطقة مصابة في أحد مناطق المخ فاعتبرها هي المسئولة عن فقدان النطق، وتقع هذه المنطقة في الفص الجبهي الأيسر، وسميت فيما بعد بمنطقة بروكا.


بعد ذلك جاء كارل فيرنيكK. Wernick (1848-1904) ليشير إلى وجود أكثر من منطقة للغة، كما أشار إلى ثلاثة أنواع من الأفيزيا: أفيزيا الطلاقة Fluency Aphasia، أفيزيا فيرنيك Wernick’s Aphasia، والصمم اللفظي Word Deafness.


2- الفرضية العصبية
توجد فرضيتان عصبيتان لكل منهما دوره في تطوير علم النفس العصبي، وتحاولان تفسير عمل الجهاز العصبي: الأولى فرضية الخلية العصبية وتنص على أن الجهاز العصبي يتكون من خلايا أو وحدات تتفاعل معاً ولكنها ليست متصلة فيزيقياً. فالخلايا العصبية قد تكون متباعدة فيما بينها تشريحياً أو مكانياً، ولكنها تشارك في القيام بوظيفة محددة. كما أن إصابة أي منطقة من هذه الخلايا يؤثر بدوره على أداء هذه الوظيفة. أما الفرضية الثانية فهي فرضية شبكة الأعصاب التي تشير إلى أن الجهاز العصبي يتكون من شبكة من الألياف المترابطة التي تعمل كوحدة واحدة


النشأة الحديثة لعلم النفس العصبي:

يُعد جون جاكسون (1835-1911) أول من وضع الأساس الحديث لعلم النفس العصبي وكتب أكثر من 300 مؤلفاً وبحثاً، واعتبر أن الجهاز العصبي يتكون من مجموعة من الطبقات ذات الوظيفة التدرجية أو الهرمية. ويُعد القرن التاسع عشر قرن زيادة المعرفة بتركيب المخ ووظائفه.

ومع ذلك فإن علم النفس العصبي لم يكن قد ظهر حتى عام 1900، وإنما بدأ في الظهور في عام 1949 عندما استخدم المصطلح لأول مرة. وترجع أسباب تأخر هذا العلم إلى ما يلي:

1-
أن علماء الأعصاب في عشرينيات القرن الماضي مثل هنري هيد- رفضوا النظرية الكلاسيكية التي وضعها كل من بروكا وفيرنيك، واعتبروا أن محاولتهما لربط الوظيفة بمكان تشريحي معين في المخ هو تكرار لنموذج الفرينولوجيا.

2-
عطلت الحربان العالميتان الأولى والثانية التطور العلمي في العديد من المجالات وفي العديد من الدول، مما أثر على اكتشاف الجديد في النواحي التشريحية للمخ وعلاقتها بالسلوك.

3-
إن علماء النفس عادة ما كانوا يبحثون عن جذور علم النفس في الفلسفة بدلاً من البيولوجيا، وأدى ذلك إلى قلة اهتماماتهم بالفسيولوجيا والتشريح.

وقد استطاع معمل بنتون النفسي العصبي أن يستخدم العديد من الاختبارات بما فيها اختبار وكسلر للذكاء لإجراء عمليات التقييم المختلفة. كما استطاع هو وزملاؤه أن يقوموا بدراسات مكثفة (عدم التعرف على الوجوه المألوفة) من خلال اختبار التعرف على الوجوه. كما استخدم اختبار تحديد الموضع لتقييم القدرة المكانية، واختبار إدراك الأشكال اللمسية. واستطاع بنتون من خلال معمله أن يطور ويستحدث العديد من الاختبارات الموضوعية من خلال بحوثه لتقييم الحالة النفسية والعصبية للمرضى.

يُضاف إلى ذلك ما قدمه وارد هالستيدW. Halstead من إسهامات هامة، حيث كان يلاحظ الأفراد ذوي الإصابات المخية، وما يطرأ على سلوكهم من تغير، وحاول من خلال ملاحظاته أن يقّيم هذه الخصائص السلوكية عن طريق تطبيق مجموعة من الاختبارات على هؤلاء المرضى. ثم تلا ذلك ما قدمه رالف رايتان R.Reitan -أحد تلامذة هالستيد- من تطوير للبطارية والتخلص من بعض الاختبارات وإضافة البعض الآخر، وكوّن ما سُمي ببطارية هالستيد - رايتان Halstead-Reitan. وفي عام 1980 ظهرت بطارية جديدة هي بطارية لوريا نبراسكا Luria-Nebraska للتقييم النفسي العصبي والتي تُستخدم الآن على نطاق واسع كبديل لبطارية هالستيد-رايتا

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire


جمسع الحقوق محفوضة لموقع نجوم الضحك Starfunny.com ©2010-2013 | جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لدى ناشريها ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy| اتفاقية الاستخدام|تصميم : ألوان بلوجر