mercredi 25 avril 2012

التحليل النفسي بين حداثة فرويد وما بعد حداثة الفرويدويين الجدد

تعود جذوره الفلسفية الى مؤسسه العالم النمساوي سيجموند فرويدS.Frued 1856-1939 الا ان هذا المذهب خضع لكثير من التعديلات والتنقيحات على يد زملائه من الفرويدويين الجدد اصحاب الحداثة في علم النفس اومابعد الفرويدويين اصحاب مدارس ما بعد الحداثة في علم النفس .لقد بني التحليل النفسي على مجموعة من الاسس الافتراضية كاللاشعور او الدوافع اللاشعورية un conscious motivations او وجود صراعات لاشعورية conscious confect un تحدث في اعماق النفس او وجود رموز تعبيرية للاحلام قد تدل على وجود صراعات فردية ورمزية لاعراض يعاني منها المريض النفسي.ان التحليل النفسي الفرويدي ادى الى ظهور مدرسة التحليل النفسي الحديثة neo psycho analaysis والتي اطلق عليها فرويد تسمية علم نفس الاعماق depth psycholo analaysis والتي اهتمت بالدوافع المحركة لسلوك الانسان الشعوري او اللاشعوري الذي ينتج حركة دائبة من التفاعل بين قوى الانسان ؛ وقد ادت هذه الحركة الى ظهور علم النفس التحليلي analaytical psychology الذي اهتم بعمليات التحليل النفسي والنظريات التي اهتمت بهذا الارث الفرويدي وما تبعه من جهود العلماء اللاحقين .اما النظريات النفسية التحليلية psycho analaytic theores فهي مجموعة من النظريات تشترك في بعض المبادئ التي نادى بها فرويد في نظرياته مع اخذها بنظر الاعتبار العوامل النفسية والعاطفية ذات الاثر الفعاّل في حدوث المرض النفسي .فرويد و التحليل النفسي لقد تتلمذ فرويد على يد استاذه شاركوت Sharkote في باريس واعجب به الى درجة التأثر وعندما تعرف على العالم Janet تطورت قدراته ومهاراته في العلاج النفسي لاسيما انه طبيب في الاصل فبدأ يدرّس ويعالج المرضى العصابيين في عيادته وقد استخدم العلاج بالكهرباء والتنويم المغناطيسي؛ الا ان فرويد لم ترق له فكرة استخدام الكهرباء في العلاج فعدل عنها وبدأ يستخدم التنويم المغناطيسي في بداية الامر بعد ذلك عدل عن استخدام التنويم المغناطيسي بعد ان اكتشف انه لايجدي مع بعض المرضى الذين لايستجيبون لمحاولات المعالج في تنويمهم . يعود الفضل لجوزيف بروير وهو طبيب نفسي وأحد معارف فرويد الذي شاركه في تأليف كتاب دراسات في الهستريا 1895 الذي فتح الباب على مصراعيه للتحليل النفسي وعد بداية تأريخ التحليل النفسي لكن هذه الخطوة قوبلت بالرفض من قبل جمهرة من العلماء والاطباء النفسانيين الذين شككوا بجدوى هذه العملية ما دفع بروير الى العزوف عن ممارسة التحليل النفسي لهذا السبب وايضاً لخوفه من نزوات المرضى الذين يقوم بمعالجتهم.عندما ترك فرويد عملية التنويم المغناطيسي استخدم طريقة اخرى اهتدى اليها فكان يترك مريضه يتحدث بحرية تامة وفي حالة من الصحو التام وهذا ما يسر له الاهتداء الى نظرية التحليل النفسي التي مازالت تحظى باهتمام العديد من الاطباء والعلماء والباحثين في علم النفس وتستخدم من قبل الكثير من علماء النفس مع ما ادخل عليها من حداثة.في اواخر القرن التاسع عشر توصل فرويد الى اروع الكشوف التي غيرت وجه التفكير الانساني ما حدا بعالم النفس البريطاني ماكدونالد McDonald الى وصفها بأنها ابداع في فهم الطبيعة البشرية لم يتمكن احد من التوصل اليه قبل فرويد منذ عهد ارسطو .ان فرويد لم يكتشف مبادئ العلاج بالتحليل النفسي في هذه السنوات فقط وانما وضع مبادئ نظرية الكبت واخفاق الرغبات الفطرية عند الانسان واخفاقه في الوصول الى الاتساق مع بيئته اسريا واجتماعيا وكذلك قدم للدراسات التي اهتمت فيما بعد بالسايكوباثية المعادية للمجتمع من ناحية الكبت وما يتركه من تأثير على الذاكرة؛ ورسم الخطوط العريضة للنظرية الجنسية واثر الجنس في نشوء الكثير من الامراض النفسية الى ان تمكن من ان يقيم صرح نظريته في التحليل النفساني ونظرياته المتكاملة الاخرى مع القرن العشرين عندما نشر كتاب تفيسر الاحلام الذي يعد اول دراسة علمية منتجة لظاهرة الحلم .لقد حول موضوع تحليل الاحلام وفك رموزها في التحليل النفسي من عملية علاج الاضطرابات النفسية الى سايكولوجيا لاعمال الطبيعة الانسانية حيث طبقت قوانينها وحقائقها على مايجري في عقول المرضى والاصحاء على سيبل السواء .لقد عانى فرويد في بداية الامر من العزلة والجمود والتجاهل ولكنه بقي يعمل بدأب وصمت لفترة طويلة من الزمن الى ان زاد عدد المعجبين به وبنظريته هذه فصار الاطباء وعلماء النفس والادباء يتهافتون عليه ويجتمعون في الصالون الذي اقامه في بيته مرة واحدة على الاقل اسبوعيامن اجل مناقشة نظرياته وآرائه وامكانيات تطبيقها على الواقع في الميادين التي تستحوذ على اهتماماتهم،في الوقت الذي كانت فيه فينا مدينته مازالت تتجاهله وتغمز وتلمز ابحاثه حيثما ذكرت الاانهم اكرهوا واجبروا على منحه لقب استاذ مساعد وخصصوا له يوم السبت لالقاء محاضراته ؛ هذا اليوم الذي يفضل فيه الناس في المانيا التمتع بالمقاهي والمتنزهات والمراقص ودور الموسيقى على الاستماع الى المحاضرات بشكل عام.لقد كان الدكتور فاغنر Dr Fagner استاذ الطب العقلي في الجامعة التي يحاضر فيها فرويد على رأس المعارضين لآراء فرويد في بداية القرن العشرين وصادف ان كان فرويد يحاضر في القاعة نفسها التي يحاضر فيها فاغنر والقاعة هذه تجاور موقعيا برج المجانين في فينا وكان المشرفون عليها يقومون بضرب المرضى وتقييدهم بالسلاسل والحبال ما قلل اعداد الحاضرين لدى فرويد بينما كانت قاعة فاغنر تغص بالحاضرين.يعد يوجين بلويلر من اول اطباء العقل الذين اعترفوا بنظريات فرويد حيث قام بالفعل بأستخدامها في علاج مرضاه تبعه الدكتور كارل يونغ الذي الف كتابا استلهم فيه مادته من نظرية التحليل النفسي الفرويدية اسماها (العنّة المبكرة) ما زاد من اعجاب الكثير من الاطباء والعلماء في المجالات النفسية والاعجاب بنظرية فرويد هذه بعد ان فسرها يونغ بايجاز في كتابه هذا .لقد رافق هذه النجاحات انعقاد اول مؤتمر للتحليل النفسي في مدينة سالبورغ عام 1908 حضره الكثير من العلماء والاطباء النفسانيين من فينا وزيورخ وكذلك الدكتور ارنست جونز من لندن والدكتور شاردور فيرنري من بودابست ولعل اهم ثمرة من ثمرات هذا المؤتمر الاتفاق على اصدار مجلة التحليل النفسي التي صدرت بالفعل عام 1905 بأشراف من الدكتور بلويلر ومساعدة رئيسية من فرويد و كارل يونغ ما يسر للتحليل النفسي الطريق للانتشار الاقليمي والعالمي فظهرت بواكيره في كندا والهند واستراليا ودول اوربية بالاضافة الى الولايات المتحدة الامريكية, لقد اتخذ كل من كارل يونغ والفريد ادلر مبادئ التحليل النفسي عن غير خبرة ودراية واقتناع فما كان منهما الا ان انفصلا عن المدرسة الفرويدية للتحليل النفسي مع الاحتفاظ بما وجداه ملائما منها وشقوا طريقهم في التنظير لتحليل نفسي حمل فيما بعد ملامح كل منها وطريقته التحليلية.اما فرويد فقد بقي عاكفا على طريقته بدأب الى ان ذاع صيته وتوسعت شهرته وازداد الاقبال على مختبره وعيادته.اسس التحليل النفسي الفرويدييرى فرويد ان اتجاهات المشاعر الانسانية ليست نتاج عمل العقل الواعي لوحده وانما افترض وجود نشاط عقلي تحت الشعور يتألف من مستويين احدهما قبل الشعور sub concisious mind والآخر يدعى اللاشعورunconscious mind فاللاشعور يعد جزءا حيويا وفعالا له الاثر الكبير في سلوك الانسان وشخصيته وبالامكان ادراج المكونات التالية كأسس للتحليل النفسي الفرويدي. أ- الشعور واللاشعور يقوم الشعور او العقل الواعي بعمليات التفكير thinging proceses والتعرف الواعية لمتطلبات الحياة اليومية.اما مصطلح ما تحت الشعور فيشمل الذكريات التى يمكن تذكرها بقليل من الجهد وان محتويات الشعور وما تحت الشعور بامكانها مجابهة الحياة الواقعية اليومية؛ فيما يتضمن اللاشعور اشكالاً من الاتجاهات والمشاعر والافكار والميول والغرائز التي لاتخضع الى الارادة بصورة مباشرة ويمثل اللاشعور جزءا من عقل الانسان، ولايتقيد بقيود الزمان والمكان ولا منطق التفكير وهو مصدر للانانية وماالاحلام وما تحتويه من رموز والغاز وغرائب الا لغة رمزية لميول واتجاهات هذا اللاشعور بـ - الدوافع والاتجاهات ان ميول الانسان وفقا لنظرية فرويد تنبع من طاقة (بيولوجية) عامة ذات طاقات بناءة واخرى تدميرية (هدامة), فالطاقات البناءة EROS تكون غرائز الجنس وقد سماها فرويد الليبيدو libido وكذلك غرائز الجوع والعطش وهي جميعا توفر للكائن الحي لذائذ الحياة.اما الطاقة الهدامة التدميرية فتشمل غرائز ايذاء النفس والغير hostile impulses وتتمثل في العداء والبغض والحقد والانتحار والقتل؛ ان الطاقات البناءة والهدامة وفقا لنظرية فرويد تتصارع في حياة الفرد طوال حياته؛ وان السلوك الانساني رهين لتوافق او تصادم هذه الطاقات.هذا الصدام يجعل الفرد يتأرجح بين الحب والكراهية والميل والنفور والخير والشر وهذا ما يدعى بأزدواجية العاطفة ambivalince وغالبا ما تكون هذه الازدواجية مؤقتة وآنية وفقا لتعرضها لمبدأي اللذة pleasure ومبدأ الحقيقة reality والمبدأ السائد في الفترة الطفولية من حياة الفرد هو مبدأ اللذة الى ان يكتسب المبدأ الواقعي من خلال معاناته قسوة الحياة واساليب التربية، وقيود المجتمع وهنا تبدأ مرحلة الجمع بين المبدأين المتناقضين فيلجأ الى ضبط النفس ومجارات التقاليد واتباعها.جـ- الصراع والشخصية الانسانية:ان الحياة هي سلسلة من المواقف المعقدة بين الاخذ والعطاء تابعة لتناقض الميول والمبادئ في العقل الباطن للفرد وان نضوج شخصيته يعتمد على كيفية التفاعل مع هذه المواقف المتناقضة وقد افترض فرويد وجود ثلاثة مكونات لشخصية الانسان هي الـ هو ID والانا Ego والانا الاعلى super Ego ويعد الاول مصدرا لغرائز اللذة كالموت والحياة وهو المصدر الحيواني من الانسان بما فيه من شراهة وانانية ومطالب لاتنقطع لانه لايعترف بواقع او تقاليد او قيود الزمان والمكان والانا هو الذات التي تميز الانسان عن غيره من الناس ويعد محور للشخصية ومن وظائفه السيطرة على شراهية مطاليب الـ هو.اما الانا الاعلى فهو الجزء الارقى والاكمل من الشخصية الانسانية ويستمد طاقاته من المثل والاخلاق والعدت والتقاليد والمبادئ السامية، وبذلك يكون الانا Ego هو الطرف الوسيط في الصراع بين مطالب الـ هو ID والانا الاعلى super Ego د- التطور الجنسي:يكون الجنس جزءا من طاقة الحياة فهو يبدأ منذ الولادة ويمر بمراحل متعددة انتهاء بالبلوغ ومرحلة النضوج وقد قسم فرويد اطوار الحياة الجنسية في حياة البشر الى ثلاث مراحل رئيسية هي:1- المرحلة الطفلية Infgntile pluse وتمتد من الولادة الى بداية المراهقة اي بين 12-13سنة2- مرحلة الكمون Latent pluse وتبدا من سن الثانية عشرة اي بداية المراهقة وتكون فيها الميول الجنسية كامنة وخاملة بينما تستمر الانشطة العقلية والاجتماعية في حالة تموضع 3- المرحلة التناسلية Gental pluse وفيها تكتمل الاعضاء التناسلية فينتقل الفرد من مرحلة الانانية وحب الذات الى مرحلة جديدة يحب فيها الاخرين من الجنس الاخر وبهذا المعنى يتحول الانسان من مرحلة حصوله على اللذة من الذات كما هو الحال في المرحلتين الاوليتين الى مرحلة يحصل فيها على اللذة عن طريق المشاركة مع الجنس الآخر وقد اطلق فرويد على مرحلة حب الذات والمتعة المعزولة مصطلح النرجسية Narcissisn ؛ وهو يرى ان لهذه المراحل الثلاث اهمية في تفسير الشذوذ الجنسي وبعض الصفات الاخرى من حب وبخل وانانية وكذلك بعض الامراض العصابية هـ : التداعي الحر ان عملية التداعي الحر تتيح الفرصة للحالة Case الافصاح عن كل مكونات الذهن من الافكار والمشاعر والرغبات مهما كانت مفككة او عدوانية شاذة وغير منطقية فيقوم بنقلها نقلا مباشرا بمجرد ورودها الى ذهنه ويبوح بكل ما في فكره اثناء جلسة الاسترخاء/ العيسوي 1989/ان هذه العملية تؤدي الى نوع من التطهر الانفعالي Emotional gatharasis وهذا التطهر يتيح للانسان التخلص من التوترات التي تشكلها ضغوط الافكار في ذهنه فيحس بالراحة والانفراج بعد مجموعة من الجلسات العيادية النفسية و : التنويم المغناطيسي لقد استخدم فرويد التنويم المغناطيسي Hypnosis في علاج بعض النسوة اللواتي كن يعانين من عصاب الهستريا Hysterical Casos وهو حالة تشبه النوم تدخل (المريض) في حالة من النعاس او الغفوة Trance ما يؤدي الى وعي الحالة ما تجعله اكثر لايحاء المعالج وبهذه الطريقة يبدأ بطرح ما لديه من ذكريات لكن فرويد كف عن استخدام هذه الطريقة كأداة مساعدة في العلاج بعد اقتناعه بعدم جدواها مع بعض الافراد الذين يرفضون النوم ومايلاقيه المعالج من ملل من طول منهاج هذه الطريقة.ز- الاستفادة من احلام المريض في عملية التحليل النفسي بعد ان استغنى فرويد عن التنويم المغناطيسي والعلاج الذي كان يقوم به واهتم بمنهج تفسير الاحلام وتحليلها راجيا الافادة منها في كشف بعض مسببات الاضطراب عند الحالات التي كان بقوم بعلاجها؛ فقد كان يجاهد في سبيل التعرف على محتوى الحلم وصوره الذهنية من اجل الوصول الى معرفة العقل الباطن الخفي او معرفة رموزه وكان يرى ان الاحلام ماهي الا افصاح عن رغبات خفية او دوافع محبطه فهو تعبير عن اللاشعور وما يكنه من صراعات اسماها (الطريق الملكي) المؤدي الى كشف مكونات الشعور.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire


جمسع الحقوق محفوضة لموقع نجوم الضحك Starfunny.com ©2010-2013 | جميع المواد الواردة في هذا الموقع حقوقها محفوظة لدى ناشريها ، نقل بدون تصريح ممنوع . Privacy-Policy| اتفاقية الاستخدام|تصميم : ألوان بلوجر